بعض الأصدقاء ربما انزعج من كثرة ما أكرر عليهم قناعتي بأهمية احترام الخصوصية وعدم نشر العناوين الإلكترونية التي يتضمنها البريد، ومن الوسائل التي استخدمتها
في هذا تدوينة بعنوان (شكراً على مراسلتي ، وآمل مراعاة الـ Netiquette) كنت كتبتها قبل مدة، وأرسلتها للعديد ممن أعرف؛ حرصاً على نشر هذه الثقافة.
وبالرغم من ذلك فقد واجهت مقاومة (بعضها يصدق عليه لفظ "شرسة" :) ) من عدد من الزملاء والأقارب في تقبل هذه الفكرة والالتزام بها، وكل منهم له وجهة نظر في ذلك، فالبعض فهم من تكراري لهذا المفهوم أنني لا أرغب في نشر بريدي أنا فقط !! فأصبح يضع بريدي في حقل العناوين المخفية ويضع بقية العناوين (وأحياناً بالعشرات) ظاهرة لكل عابر سبيل تمر عليه الرسالة، أو تـُـمرّر إليه، والبعض بحسب التساهيل فمرة يخفي العناوين ومرة "تفوت" عليه، فخاصة بعد رحلة ممتعة في تركياً ;) ، ولكنني في كل مرة أذكر من يهمني استمرار التواصل الإلكتروني بيننا بأهمية ذلك، وأحدهم حين ذكرته مرة رد بعذر غريب، وما جعل العذر غريباً أن الهدف الرئيس من فكرة عدم نشر العناوين البريدية هو ما ذكره سبباً لنشرها !! إذ رد يبرر نشره قائمة الأسماء بأنه فعل ذلك "للاستفادة منها من قبل الجميع" !!
ولكنني اليوم وجدت مبرراً قوياً لإقناع من لم يقتنع بالفكرة مجردة، وهي قصة حدثت مع أحد الزملاء الذي دأب على إرسال رسائل مفيدة إلى كافة العناوين لديه دون حجبها عن الآخرين، فقد استغل أحد من يعرفهم صديقي هذا الأمر بأن راسله مصوراً أن بينهما مشكلة معينة ويطالبه بأسلوب لطيف ماكر بحلها، واتضح من الصياغة أنه يبيت النية لنشر نص هذه المراسلة لاحقاً، وكانت المراسلة تتحدث عن مشكلة خاصة بينهما، وقد رد عليه الصديق "الذي لم يكن مقتنعاً تماماً بفكرة خصوصية البريد الإلكتروني" رد عليه بعدم التجاوب، بعبارة مختصرة لم يوضح فيها موضع الخلل في القضية أو أياً من تفاصيلها أو حتى سبب رفضه التجاوب معه، وربما كان بينهما سابقاً مراسلات تتحدث عن المشكلة ناقشاها بالتفصيل فوجد صاحبنا أنه غير مضطر لتفنيد أقوال هذا "الماكر"، وبالتأكيد لم يتوقع أنه سينشر نص هذه المراسلة على الملأ كما يقال، ولكنه هذا لم يحترم خصوصية البريد ولم يقدر أن المجالس بالأمانة، وأرسل نص رسالة البريد المتبادلة بينهما إلى كافة العناوين التي حصل عليها منه عبر مراسلاته الدائمة، ولا أعرف حقيقة إن كان حذف منها شيئاً من تعليقات صديقي أو تبريراته أو لا.
"لا يوجد من يرغب في نشر مشاكله مع غيره لكل من يعرف"
وبغض النظر عن مدى صدق هذا "المستغل" أو كذبه، ومدى صحة المعلومات التي حرص على صياغتها خلال الرسائل بينه وبين صديقي بأسلوب حذر ينم عن نية مبيتة لنشر ذلك، إلا أن هذا في رأيي ربما يكون أهم المحاذير التي قد تقنع الكثيرين بفكرة خصوصية عناوين البريد الإلكتروني، فلا أحد يحب نشر أي مشكلة بينه وبين الآخرين لكل من يعرف من الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل . . بل وربما مسؤولي الشركات والجهات التي يتعامل معها وكان يدرج عناوينهم في كل رسالة عامة، لا أحد يحب نشر مشكلة بينه وبين غيره مجردة من أي تفاصيل توضح وجهة نظره في القضية، أو تشرح لماذا اتخذ هذا الموقف أو ذاك، والغالب أن الذين تلقوا نسخة من البريد الماكر اتخذوا الموقف نفسه الذي اتخذته حيث لم أتصل بصديقي ولم أسأله عن الأمر، على الأقل من باب "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
أتمنى لو شارك من يقرأ هذه التدوينة بموقف مشابه، والإجابة على السؤال التالي:من المهم . . أن نحذر من إرسال عناوين من نعرف إلى كل من نعرف . . فربما يندم الشخص حين لا ينفع الندم !!
هل تمكنت هذه التدوينة من إقناعك بجدوى خصوصية البريد ؟
السلام عليكم، أولا مبارك عليك شهر رمضان الكريم.
ReplyDeleteأنا مقتنع تماما بهذه الفكرة، وانا أنفذها دائما. ولقد حدث معي موقف قد يكون مشابها. أثناء دراستي كنت مشرفا على موقع إلكتروني خاص بدفعتي، ومن خلال التواصل مع زملائي امتلكت مجموعة من عناويين البريد الإلكتروني لمعظم زملائي استخدمتها لنشر إعلانات الموقع ومستجدات الدراسة. وحيث أنني مقتنع جدا بفكرة خصوصية هذه العناويين، كنت أثناء المراسلة أخفيها عن الآخرين. يالرغم من وجود بعض الآراء لنشر هذه العناويين لغايات التواصل ما بعد الدراسة. ولكني كنت أجيب دائما: إذا أراد أحدكم التواصل مع أحدهم، فليذهب إليه ويطلب بريده الإلكتروني.
لم أكن أوافق طبعا من باب الحفاظ على الأمانة، وواجهت العديد من ردود الفعل غير اللائقة من أشخاص استخدموا سابقا هذه العناويين لأغراض شخصية، وأحيانا لنشر الفتن بين الزملاء.
لذلك أؤيد نشر ثقافة المحافظة على الخصوصية. وبشدة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ReplyDeleteحياك الله أخي سنان . . وسعدت بأن توافقنا في الرأي :)
في الواقع كنت لا أعرف كيف يتم حجب العناوين إلا بعد أن وجدت لكم رسالة تطلب مني حجب عنوانكم فما كان مني إلا أن اتخذت الحجب سجية كلما أردت أن أرسل إلى أحد الإخوة بادرت بإخفاء العناوين ولعل ذلك من أهم ما يمكن بالتحلي به من أدب التعامل مع التقنية والمحافظة على خصوصيات الآخرين بل وحتى أعراضهم فقد تصل رسالة إلى أحد ضعاف النفوس لم يتم حجب عناوينها فإذا به يرى أسماء إناث فيهتبل الفرصة لمراسلتهن ولو بأسماء أنثوية للتغرير بهن
ReplyDeleteأقول إن الطريق الأسلم والأضمن لزوم سرية العناوين حتى يدوم الوصال على أتم احترام
ولكم تحياتي الطيبة
حياك الله أبا أروى . .
ReplyDeleteوياليت كل من أراسلهم يأخذون شيئاً من سجاياك . . :)
أحببت أن اتعرف عليك اكثر من خلال اطلاعي على مدونتك المميزة والجميلة
ReplyDeleteارجو لك التوفيق ومن اليوم اعتبرني من المتابعين لك
مرحباً بك اخي وليد . .
ReplyDeleteويسرني أن تكون أحد المتابعين للمدونة . . بالرغم من ضعف الإنتاج :)
وقد أعجبني أسلوبك في الكتابة في مدونتك . . وسأكون زائراً مستمراً بإذن الله
جزاك الله خيرا على النصيحة وأرجو أن ينفعني الله بها ولعلي أستفيد من مدونتك يا أبا عمر
ReplyDeleteحياك الله أخيا الحبيب أبا محمد . .
ReplyDeleteوما زلت أستفيد منك درراً . . ولكن ربما استفاد الفاضل من المفضول
كذلك من ينشر تدوينات تتحدث عن مشكلة شخصية جزئية تعرض لها .. مثل ما أراه في بعض المدونات ..
ReplyDeleteلا أحب هذا النوع من النشر للحفاظ على الخصوصية ولأن غيرك لا يستفيد منها ..
والأغرب أيضاً مثل ماذكرت من ينشر ايميلات اصدقائه الى كل من في قائمته .. لأن هذه العناوين أصبحت تستغل بأشكال كثيرة ..
دمت بود
صدقت أخي أبو رسين . .
ReplyDeleteلكن أين من يعتبر ويتعض . . !!
الحقيقة طرحك ممتاز
ReplyDeleteفأنت تعجز وانت تقول للآخرين فضلا لا أمرا إحذف بريدي قبل ان تعيد إرسال الرسالة
لكن البعض وأقول البعض فقط لا يزال يتجاهل الأمر
حتى يبدأ أشخاص مجهولون بإرسال رسائل على بريدك
وانت بكل عجب من أين لهم بريدي
المسألة تحتاج بعض الوعي
وشيء من التجارب البايخة يتعرضون لها حتى يتعلمو الدرس
.
ReplyDeleteحياك الله أختي الكريمة . .
أسعد كلما انتشرت هذه الثقافة واحترام الخصوصية . .
.
فعلا نقطه مهمه أخي المدني لكل انسان خصوصيات يجب على غيره احترامها
ReplyDeleteفكم من مشاكل حدثت بانتشار هذه الخصوصيات..
مشكووور
ودي
حياك الله أخي نبراس . .
ReplyDeleteسعدت بمرورك واشتراكنا في الفكرة