Thursday, July 9, 2009

شكراً على مراسلتي ، وآمل مراعاة الـ Netiquette

 .

___لم أستخدم مصطلح Netiquette في عنوان التدوينة حباً في لغة شكسبير، أو تشدقاً بالمصطلحات الأجنبية، أولاً: لأنني من عشاق لغة الضاد لغة القرآن، لغة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه، وجعلنا -ووالدينا ومن نحب- ممن يحشر في معيتهم يوم الحشر، ثم لأنني -وبكل صراحة وببساطة شديدة- لا أجيد اللغة الإنكليزية، وإنما كما يقال "أطقطق" وأستطيع أن أفهم -إلى حد ما- ما أصبح يطلق عليه لغة الإنترنت.



___وقد تعمدت إدراج الكلمة في العنوان لألفت الأنظار إليها لا إليَّ أنا، لأهميتها؛ ولأنني أكاد أجزم بأن عدداً ممن يعرفون اللغة الإنكليزية ربما لم يسمع عنها، فمن المؤكد أن الكثيرين -إن لم يكن الجميع- سمعوا بكلمة الإتيكيت Etiquette ، على الأقل من المسلسلات المصرية "العريكة" ;) إلا أن هذا التركيب (Netiquette) جديد أصلاً على اللغة الإنكليزية نفسها ويعني السلوكيات المهذبة عند استخدام الإنترنت .

___وهذا المصطلح -كما تذكر موسوعة الكمبيوتر والإنترنت-* "مصطلح مشتق من التعبير الإنجليزي Net Etiquette"، وتستطرد الموسوعة في شرح معنى المصطلح فتقول:
__بما أن عالم الانترنت يتغير باستمرار، كذلك فإن نوعية السلوكيات المهذبة -أو ما يتم التعارف عليه كسلوك مهذب- يتغير باستمرار أيضاً، فهذه السلوكيات تتركز حول إرسال وتوزيع الرسائل الإلكترونية، أو كتابة المواضيع والردود في المنتديات، أو حتى استعمال برامج المحادثة على النت. ومن أهم هذه السلوكيات المهذبة عدم توزيع رسائل إلكترونية إلى ناس لا يريدون استقبالها أو الخروج من المحادثة بإبلاغ (الطرف الآخر قبل الخروج) وعدم كتابة عبارات مسيئة مخلة بالأدب العام في المنتديات وماشابه من الأمور.
* هذه الصفحة لم تعد متاحة، لكن يكفي في التعريف بالمصطلح تعريفه في الموسوعة الحرة (ويكيبيديا).

__إن النقلة الثقافية السريعة التي نقلتناها الإنترنت جعلت كثيرين قد لا يستوعبون آثارها ولوازمها، وهذه النقلة كما أن لها محاسن وآثاراً إيجابية فإن لها مساوئ وآثاراً سلبية قد لا تقل في حجمها وتأثيرها عن الأولى.

__ومن أهم هذه الآثار السلبية التعدي على الخصوصية الفردية بطريقة فجة، لا تراعي -أحياناً- أبسط مبادئ التعاملات السلوكية بين البشر، فتجد البعض لا يعرفون كيف يتعاملون مع رسائل البريد الإلكتروني، وأن لها آداباً وسلوكيات لابد من اتباعها، كما أن للتعاملات اليومية بين البشر آداباً لابد من اتباعها، مروراً بالسلام والتحايا والتخاطب المباشر أو عبر الهاتف، والمراسلات الورقية فيما بين الناس، وانتهاءً بالمحافظة الخصوصية بين الناس، بعدم نشر معلوماتهم الشخصية إلى من لا يعرفونهم، أو إبلاغ أحد بما اطلعنا عليه من أسرارهم ونحو ذلك. وكل ذلك له ما يقابله في العالم الافتراضي على شبكة الإنترنت.


___وحقيقة تعجبني جداً بعض الرسائل التي تصل إلى بريدي، بل عدد من أصحابها أفرح لمجرد رؤية اسمه في قائمة الرسائل الجديدة، لما يأتيني منه من فوائد ولطائف، وعدد من الرسائل المفيدة واللطيفة التي تصلني أعيد إرسالها إلى بعض من أعرف وأحياناً إلى الكثير منهم، وإن كنت لا أعيد إرسال كل ما يأتيني، ولا حتى نصفه ولا ربعه، ولكن الرسائل المميزة فقط، ومع هذا كله فأحب ممن يراسلني أن يجاملني ويراعي -فضلاً لا أمراً- النقاط التالية:
  • لا أحب أن يدرج عنواني البريدي في أي قائمة بريدية، وحتى لو كان هناك قائمة بريدية متميزة، أفضل أن يرسل لي إحدى رسائلها، فإن رغبت بالاشتراك قمت بذلك بنفسي.  لأن إدراج بريد أحد الزملاء أو الأقارب في قائمة بريدية بدون استئذان صاحب البريد، يتسبب -غالباً- في إغراق بريده وملئه برسائل ربما لا تهمه. تشغله عن أداء أعماله الخاصة، وتزعجه، وهذه إحدى الصور التي أقرت كثير من الدول أنظمة وقوانين تعاقب من يرتكبها.

  • طبعاً العملية السابقة هي نتيجة طبيعية لعملية نشر البريد حين يقوم أحد محبي نشر الخير بالخلط بينه ونشر عناوين البريد :) وذلك بإرسال بريد وصله إلى من يعرفهم صاحب البريد ومن قد لا يعرفهم، بدون أن يمحو أو يزيل عنوان المرسل قبل إعادة الإرسال.



__هناك هواية غريبة لدى البعض وهي جمع العناوين البريدية ومراسلتها، سواء عرف أصحابها أم لم يعرفهم، ومن الطريف أنني تعرفت على أحد الأحبة بواسطة هذه الطريقة، حيث أرسل إليَّ رسالة بدون سابق معرفة وبعد المراسلات اعتذر ثم استمر في الإرسال، ولكن بعدما توثقت المعرفة :) .
  • الصورة الثانية لنشر البريد حين يقوم المرسل بوضع عناوين البريد كلها في حقل عنوان المرسل إليه، وتسميته تختلف باختلاف المواقع التي تقدم خدمة البريد، لكنه في الغالب يكون بالعربية (إلى:) وبالإنكليزية (:To) والصحيح عندما يرغب المرسل في الإرسال أو إعادة الإرسال أن توضع العناوين في حقل النسخة المخفية، وتسميته تختلف باختلاف المواقع التي تقدم خدمة البريد، لكنه في الغالب يكون بالعربية (نسخة مخفية:) وبالإنكليزية (:Bcc)، والفرق بينهما: أن العناوين التي توضع في حقل المرسل إليه سيتمكن كل من تصله الرسالة من رؤية العناوين التي أرسلت لها الرسالة، ومعرفة أسماء أصحابها بالتالي، خاصة إذا كان العنوان بالاسم الصريح، وأما التي توضع في حقل النسخة المخفية فلن يتمكن أحد ممن وصلتهم الرسالة من معرفة أن الرسالة أرسلت إلى أي ممن وضعت عناوينهم في حقل النسخة المخفية.

  • إحدى الإشكالات في النقطة السابقة؛ أن البعض ربما نشر عناوين بعض قريباته من النساء، بسبب أنه وضع العناوين كلها مرئية ومشاهدة من كل من تصله الرسالة، وأنا ممن يرى أن الإزعاج في البريد الإلكتروني أكبر من الإزعاج عبر الجوال، لأن الجوال يمكنك إغلاقه فلا تستقبل أحداً، أو حين تستفيد من خدمة عدم استقبال كافة المكالمات أو بعضها، لكن البريد المزعج يملأ صندوقك البريدي برسائل عديمة الفائدة وأحياناً مضرة للدين و الأخلاق، وقد يصل الأمر إلى أن يمتلئ الصندوق بالرسائل فلا تتمكن من استقبال بريد جديد، أو أن تتسبب هذه الرسائل بإيقاف عمل خادم الشبكة الذي يستضيف بريدك.

2 comments: