Wednesday, June 24, 2009

الإدارة . . فن وذوق وأخلاق

.

يكثر في حديث الناس وكتاباتهم عبارة لعل أكبر من ساهم في نشرها أسابيع المرور :) ، وهي: "القيادة فن وذوق وأخلاق"، وربما نسبوا العبارة إلى الرياضة وغيرها، بل حتى لقد وجدت وأنا أبحث عن الموضوع في الدكتور جووجل عبارة "الكتابة فن . . . إلخ"، وقد تكون هناك مفاهيم أخرى كثيرة تنسب للفن والذوق والأخلاق، ولا يزال الناس ينسبون هذه العبارة وغيرها إلى ما لم توضع له ابتداءً.


وأرى أنه وإن كانت كل هذه المفاهيم المنسوبة إلى "الفن والذوق والأخلاق" صحيحة، لأنها تدور في فلك التعامل بين البشر الذي يحتاج -وبقوة- إلى "الفن والذوق والأخلاق"، إلا أن الإدارة من أكثرها اتصالاً بهذه المعاني، لأنها تعامل بين البشر يهدف إلى الاستمرار والتطوير، بخلاف العلاقات المؤقتة التي وإن كانت تحتاج إليها إلا أنها أقل حاجة من العلاقات الدائمة، والناس في كافة الكيانات الإدارية كالوزارات والشركات والمنظمات في حاجة إلى بقاء العلاقات بينهم واستمرارها بصورة حسنة ليمكن لهم التواصل وإنهاء ما بينهم من أعمال في مدد ارتباطهم إدارياً وهي قد تطول وقد تقصر، ولذا فهم في امس الحاجة إلى "الفن والذوق والأخلاق" في هذه التعاملات، خاصة أن الإدارة من العلاقات المتعددة المستويات، فهي علاقة مع الرؤساء، ومع المرؤوسين، ومع الزملاء، وقد تكون مع الجمهور بأطيافه المختلفة في المستويات الاجتماعية والخلقية.

لمحة لمن يلمح اللمحات:

اعتاد الناس سلوكاً أدبياً في التعامل بينهم، قد يكون متروكاً للعرف وقد يشترطه الناس في عقودهم التجارية أو غيرها، بل لقد بوب له علماء الفقه في كتبهم وتحدثوا عنه وعن أحكامه، وتفصيل ذلك في كتب الفقه عند الحديث عن بيع العربون، وهو وإن كان ظاهراً بشكل واضح في التعاملات التجارية، لكنه على كل الأحوال من الأخلاق التي يجب على "الناس المحترمة" الالتزام به، ولا يليق بهم تجاوزها.

فإذا كان الاعتذار عن شراء سلعة أو استئجار منزل أو سيارة لازماً أدبياً بين الناس، وربما لم يثق بعضهم في وفاء البعض الاخر به فاشترطه في العقد بينهام، وهذا في السلع التي تباع وتشرى فهو في العلاقات الإنسانية أولى وأجدر.

No comments:

Post a Comment