Friday, January 17, 2014

مجالس الإدارة .. وإدارة المجالس

الهيئة العليا … مجلس الإدارة  مجلس الأمناء … هيئة النظار  اللجنة التنفيذية 

كلها أسماء لمسمى واحد وهو مجموعة من الناس تجتمع في وقت واحد لتناقش أمراً أو أموراً مشتركة بينهم في مجال محدد، وسأستخدم في هذه التدوينة مصطلح (مجلس الإدارة) للدلالة على عموم هذه المجالس، وليس المقصود شكلاً محدداً بذاته.


مجالس إدارة الأعمال للمؤسسات والمنظمات الربحية وغير الربحية سواء كانت على مستوًى عالٍ، مثل مجلس إدارة شركة مايكروسوفت أو سوني، أو مجلس إدارة هيئة عالمية مثل رابطة العالم الإسلامي أو الندوة العالمية للشباب، أو حتى على مستوًى محدود، كمجلس لإدارة أو قسم ما، أو مجلس عائلي، كل هذه المجالس لها نظام واحد وإن تعددت أشكاله، وهو يتلخص فيما يلي:
1- حضور الاجتماع: لابد من وجود رئيس للمجلس، قد يكون صورياً أو حقيقياً، وأعضاء للمجلس، وأمين يضبط ويسجل النقاشات ويضبط -إلى حد ما- وقت الاجتماع.
2- جدول الاجتماع: يتضمن الموضوعات التي سيناقشها المجلس، وقد يكون مكتوباً أو متفقاً عليها شفهياً.
3- مكان الاجتماع: وقد يكون رسمياً كصالة اجتماع في مقر رسمي، أو غير رسمي كمجلس في منزل، أو حتى مجموعة كراسٍ في مقهى، وربما بساط على شاطي البحر :) وقد يكون افتراضياً على شبكة داخلية أو خارجية.
4- نتائج الاجتماع: مجموعة من النتائج التي يتمخض عنها ذلك الاجتماع، وهي قد تكون قرارات أو توصيات -بحسب نوع المجلس-، وفي الغالب تسند إلى أشخاص محددين، سواءً من أعضاء المجلس أو من غيرهم.

هذه هي أركان الاجتماع، وبدون أي واحد منها يفقد الاجتماع معنى كونه اجتماعاً.


إدارة المجالس الحرب الصامتة


والأهم من أركان الاجتماع، هو آلية إدارة هذه الاجتماعات، وطريقة مناقشة الموضوعات فيها، ومن ثم اتخاذ القرارات أو التوصيات.
فالمفترض أن تكون شخصيات أعضاء المجالس -أياً كان نوعها- مستقلة، لكل منهم رأيه الخاص الذي يطرحه بكل حرية وحيادية، ولكن كما يقال " المفترض ليس دائماً يكون واقعاً! "، إذن أن الواقع يثبت أن سلوك البشر في المجالس كسلوكهم في الحياة بشكل عام، القوي يسيطر على الضعيف، والشجاع يغلب المتخاذل، والمبادر يتفوق على المتأخر.
ففي المجالس تدور -أحياناً أو غالباً- حرب باردة صامتة، تتمثل في محاول الرئيس غالباً أو بعض الأعضاء –بل أحياناً أمين المجلس- السيطرة على المجلس وقراراته، والعمل على فرض وجهات نظرهم على أنها وجهات نظر المجلس، وقد تكون هذه المحاولات معلنة وقد تكون مغلفة بأسلوب ناعم، وحين لا تكون شخصية العضو الراغب في ذلك من القوة بمكان بحيث يفرض ذلك لوحده، فقد يلجأ إلى صنع تكتل من أكثر من عضو للدفع نحو رأي محدد، وغالباً تنجح هذه التكتلات في دفع المجلس إلى تبني توجه محدد.
وسواءً أشعر الأعضاء أم لم يشعروا بذلك ففي الغالب، تسير الأمور بسلاسة دون أي إشكال، لكن المشكلة قد تحدث إن كان هناك تياران متضادان، كل منهما يدفع نحو توجه مخالف، مما قد يحدث معه تصادم حين يصر على تيار على رأيه.

والصحيح أن يعبر كل عضو من أعضاء المجالس عن رأيه بحرية وحيادية وأمانة، فطبيعة القرار الجماعي يجب أن يصطبغ بألوان آراء كافة الأعضاء، لا أن يكون القرار لوناً واحداً دائما، وأن يلتزم الجميع بعدم محاولة توجيه الآراء نحو رأي مسبق الصنع، فتكون القرارات معدة مسبقاً ويكون الاجتماع فقط للتصوير وشرب العصير والقهوة .. وتسجيل المحضر لصرف خارج الدوام أو المكافآت J

No comments:

Post a Comment