Monday, September 5, 2011

هل سمعت آخر نكتة . . !!



ارسم ابتسامة . . اضحك فالضحك أو حتى التبسم مفيد جداً للصحة النفسية والجسدية، وفقاً للعديد من الدراسات الطبية.

لكننا الآن ومع أوضاعنا الحالية، وضغوطات الحياة المتتابعة التي تكاد تمزق ثوب الصبر تمزيقاً، تجبرنا هذه الأوضاع على أن نبحث عن الابتسامة بحث العرب في السابق عن الخل الوفي، وأقول في السابق لأننا الكثير منا -حالياً- لا يجد الخل فضلاً عن أن يكون وفياً، والله المستعان.

الكثير منا يهرب من واقع الحياة إلى الضحك والابتسامات، بل إن من الشعوب ولشدة ما عانت -وتعاني- من الويلات وضغوط الحياة أصبحت رمزاً للابتسامة، ولن آتي بجديد حين أقول أن الشعب المصري في رأس القائمة، على الأقل قبل ثورته الأخيرة وخلالها، لا بل وبعدها فسيبقى هو رائد النكتة في العالم.

وأذكر قصة لطيفة، فقد زرت أحد الأصدقاء المصريين وهو لا يزال متأثراً بجراح حادث قريب، تسبب في بتر ساقه، وحين دخلت عليه أزوره وجدته يشتكي للطبيب مر الشكوى من آلام لم تسمح له البارحة بالنوم، ويطلب من الدكتور وهو يكاد يبكي -حقيقة- أي دواء مسكن ليتمكن من النوم، فطيب الطبيب خاطره ووعده بأن يكتب لها مسكناً يساعده على النوم.

وما إن غادر الطبيب الغرفة حتى وجدت صديقي المريض يميل عليَّ ويسألني -وآثار حواره مع الطبيب لا تزال على ملامحه- هل يمكنني أن أبقى معه الليلة فتعجبت من ذلك خاصة أن معه أحد إخوانه، ولكن لم أمانع، وقبل أن أبدي موافقتي على البقاء معه، أخبرني لماذا طلب مني ذلك.

فقال: تسهر عندي . . طول الليل أنا أقول آه . . وأنت تقول لا !!!

فدهشت من حس النكتة الذي لدى المصريين حتى في أحلك الظروف كهذا، ولا أعرف أحداً يتفوق عليهم في ذلك.

لكن هذا الحس وهذا العشق الأبدي للضحك أو حتى التبسم يجب ألا ينسينا أمراً هاماً حذرنا منه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، حين قال: (ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له).

رواه : الترمذي وأبو داود والامام أحمد وابن ماجه
وقال الشيخ الألباني (صحيح أبي داود 3/942): حسن


وهو أمر نغفل عنه كثيراً، حيث نغفل عن أن هذه النكت التي يتداولها الكثيرون إنما هي كذب مؤلف ومختلق، وقد نهاناً النبي صلى الله عليه وسلم عن الكذب ولو كان مزاحاً.

وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه اللهعمن يتحدث بين الناس بكلام وحكايات مفتعلة كلها كذب هل يجوز ذلك؟

فأجاب رحمه الله: (أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر فإنه عاص لله ورسوله وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ثم ويل له وقد قال ابن مسعود إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجزه وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين فهو أشد تحريما من ذلك وبكل حال ففاعل ذلك مستحق العقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك والله أعلم) مجموع الفتاوى 32/ 256.
ارسم ابتسامة :) لكن بالحلال، فنحن عباد لله محكومين بشرعه.
وسئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- السؤال التالي: ما حكم النكت في ديننا الإسلامي، وهل هي من لهو الحديث، علماً بأنها ليست استهزاء بالدين، أفتونا مأجورين ؟

فأجاب رحمه الله: (التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً صلى الله عليه وسلم، أما ما كان بالكذب فلا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد).

صحيح أن التبسم جميل ومفيد للصحة النفسية، لكن ذلك لا يسلتزم بالضرورة الكذب الذي أخبرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، نسأل الله العافية.

نعم .. (ارسم ابتسامة 😊 ) لكن بالحلال، فنحن عباد لله محكومين بأوامره ونواهيه.

3 comments:

  1. أبو عبد الرحمنOctober 15, 2011 at 11:56 AM

    جزاكم الله خيرا على هذه المقالة والتنبيه.

    ReplyDelete
  2. مرحباً بالمدني … وعوداً حميداً :)

    ReplyDelete
  3. اسعدك الله كما اسعدتنا بهذا المقال و مشكور على المعلومة الدينية
    https://www.fromusatoksa.com

    ReplyDelete