أحب التاريخ بشكل عام، والسيرة بشكل خاص، وبالرغم مما في السيرة من عبر ودروس وتربية، نعم والله تربية بمجرد قراءة القصة والحدث، إلا أن تاريخ المسلمين في الأندلس له نكهة خاصة ومميزة لدي.
وقد استمعت إلى ثلاث مجموعات لأشرطة صوتية عن تاريخ المسلمين في الأندلس، لثلاثة من المحاضرين المشتغلين بالتاريخ.
الأول -حسب ترتيب استماعي للأشرطة- هو د. طارق السويدان، والثاني د. أحمد الدعيج، والثالث د. راغب السرجاني، وهذه التدوينة عرض لمزايا كل مجموعة.
د. طارق السويدان
المجموعة التي ألقاها د. طارق السويدان تصلح كحكايات مسلية، مما يقطع به طريق السفر بالسيارة، فصوت د. طارق الذي يعلو ويرتفع في تسلسل متتابع يشعرك وكأنك في إحدى مقاهي الشام، والحكواتي متربع على كرسي يعلو على باقي كراسي مرتادي المقهى، وقد أمال الطربوش الأحمر إلى اليمين، وارتفعت أصواته وتلاحقت توصيفاته لتصرفات أبطال القصة، وماذا جرى؟ وكيف حدث ما حدث؟ ومن قال؟ وماذا قال؟ فيعيش المستمعون وكأنهم في قلب الحدث.
وإن كانت الفوائد التاريخية في هذه المجموعة الصوتية لا بأس بها، ولكن الفوائد التربوية والعلمية قليلة وربما نادرة، لكنها بل منازع تحصل على المركز الأول عند عامة الناس، الذين يحبون الأسلوب القصصي وإن شئت فقل أسلوب الحكواتية في تناول التاريخ.
المجموعة الثانية هي:
د. أحمد الدعيج
وهي سلسلة أشرطة صوتية أبدع فيها د. الدعيج، لكنها أقرب ما تكون إلى المحاضرات الجامعية في التاريخ، فهي تعتمد على التسلسل التاريخي الزمني للأحداث وربطها ببعضها البعض حسب تواريخ وقوعها، وهي إن كانت لا تخلو من الفوائد التربوية والعلمية، إلا ان الفوائد التاريخية بارزة بشكل واضح، وهي ربما لا تعجب عامة الناس، لكنها لمحبي التاريخ تعتبر سلسلة جيدة، وشيقة، ومع ذلك لا ترقى إلى مستوى السلسلة التي أصدرها د. راغب السرجاني عن الموضوع ذاته.
د. راغب السرجاني
وجعلت ترتيبها الأخيرة لأنها -من وجهة نظري- أفضل المجموعات الثلاث، فقد أبدع د. راغب السرجاني في عرض الموضوع، ولم يتقيد بالتسلسل التاريخي الزمني، وإنما حرص على ربط الأحداث ببعضها، ولو كانت غير متتابعة زمنياً، والسلسلة مليئة بالفوائد الدعوية والعلمية والتاريخية، وحقيقة فقد استمتعت بسماع هذه السلسلة جداً، وأعجبني الربط بين الأحداث، واستخلاص الفوائد العلمية والتربوية من الأحداث، حيث يمتلك الدكتور السرجاني حساً رائعاً في استخلاص الفوائد، ومن ذلك ما هو موجود في سلسلة السيرة النبوية (الفترة المكية)، حيث قرأت وسمعت تفاصيل هذه الفترة عشرات المرات، صوتياً وقراءة ومع ذلك فقد وجدته يستخلص فوائد غاية في الدقة من أحدث السيرة.
فأنصح كل من يحب التاريخ -ويعشق تاريخ الأندلس خاصة مثلي- أن يستمع لهذه السلسلة.
قد قالها ابن الابار القضاعي :
ReplyDeleteأدرك بخيلك خيل الله أندلسا __..__ إن السبيل الى منجاتها دَرَسَا
فلم تُدرك ، ولم يدركها من بعده ، فقد ضاعت ...
ولم أحزن كحزني عندما وقفت بباب أبي البقاء الرندي في مدينة رندهـ ، ودارت أبياته أمام عينيَّ بيتاً بيتا ، أتأملها وأنا أنظر إلى الناس هناك فلا أجد بينهم أبا البقاء ولا حتى البقاء ..
ولم أحزن كحزني عندما وقفت بجامع قرطبة وجامعتها وقد أقفل محرابها ومُد صليبها ...
ولم أحزن كحزني عندما دخلت قصر الحمراء ، وقد فغر كلٌ فاه ، من هول ما قد رآه ، من العلم والرقي والإبداع ...
فـ " تلك أمة لها ما كسبت ولكم ما كسبتم " ...
بوركت أخي المدني ... فقد هيجت الشجون وقلبت الذكريات ...
جزاكم الله خيرًا على التصنيف والذي قطعا سيوجه من يريد أن يسمع شيئًأ في هذا الباب.
ReplyDeleteحقيقة استمعت فقط للسلسلة الخاصة بالدكتور راغب السرجاني واستمعت مرتين لأول شريط من سلسلة الدكتور طارق السويدان مرة قبل سلسلة السرجاني ومرة بعدها لكني لم أكمل ليس لعيب فيها ولكن لم تجذبني للاستكمال.
أنا أحب أسلوب الدكتور راغب بشدة ومن أشد المعجبين به وبشخصه حقيقة. كما تفضلت سلسلة السيرة بأكملها كانت من أشد الأعمال التي أثرت في على الوجه الذي ينبغي استفادته من مطالعة السيرة من كافة الجوانب.
أضيف إلى ما أضفته من مميزات سلاسل الدكتور راغب السرجاني هو حجم رفع الهمة وطول النفس وإدراك المواقف الذي تكتسبه من سماع قراءته للأحداث حقيقة.
حقيقة إن تكلمنا عن التشويق فأنا أعتبر أنه في درجات عالية في سلسلة الدكتور راغب.
أخيرًا أضيف أنه يقدم المادة كحلقة أولى في سلسلة دراستك للموضوع ويؤكد على ذلك ويحاول بشرحه تقديم معرفة أولية تصقلها وتوسعها إن أردت فيما بعد بل ويزودك بالمراجع لذلك.
ما شاء الله
ReplyDeleteتشخيص جميل
وتحليل عميق
لم أسمع ألبوم د. السويدان لكني استمعت إلى الأخريين
وهما كا ذكرت وشخصياً وجدت الفائدة أكبر مع د. الدعيج
السلام عليكم
ReplyDeleteشكرا على الرابط التاريخي
و عيد سعيد عليك
أختك sonnet
شكراً أبو عمر على هذا التلخيص الجيد
ReplyDeleteسأحاول الاستماع للدكتور راغب في هذه السلسلة بإذن الله
.
ReplyDeleteشكراً لمرورك أبا ريان . .
وقد أثرت أنت شجوني أيضاً بحلمي لزيارة الأندلس والوقوف على أطلالها . .
أرجو أن لا يطول تحقيق هذا الحلم :)
.
.
ReplyDeleteمعك حق أخي أبو خالد . .
محاضرات د. راغب لا تمل من تكرارها
.
.
ReplyDeleteد. يوسف . . ياليتك أعطيتنا انطباعك عن ألبوم د. الدعيج
.
ضعف العلم والاسلام والدين الشرعي والتفكك الآجتماعي سبب تفكك القاعده الصلبه وبالتالي أنهارت الدوله ( الدول ) ألآسلاميه
ReplyDeleteحياك الله اخي إبراهيم . .
ReplyDeleteيبدو لي أن مدار الأمر كله على أمرين:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا
وقول عمر رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز بغيره أذلنا الله
سبحان الله كيف ضيع المسلمون هذا !
ReplyDeleteThis comment has been removed by the author.
Delete